مدونة العين السرمدية

صورتي
أنا العين السرمدية التي منذ أكثر من 25 سنة وهي ما زالت وستبقى. كتبت ما أحست بداخلها من مشاعر على اوراق الدفاتر والأجندات في زمن لم يكن يوجد هذا الانترنت وأحست الآن انه لا بد ان يتم وضعها على هذه المدونة لتشارك بها الأخرين
المدونة شخصية ثقافية أدبية كلاسيكية رومانسية موسيقية شعرية

26 يناير 2011

أمي




يا سبب كياني, ورفيقة احزاني.
يا رجائي في شدتي وعزائي في شقوتي .
 يا لذتي في حياتي وراحتي في مماتي .
يا حافظة عهدي ومطيبة سهدي وهادية رشدي.
يا ضاحكة فوق مهدي وباكية فوق لحدي .
امي ما احلاك يا امي .
اذا تركني اهلي فانت لا تتركينني
وان ابتعد عني احبائي فانت لا تبتعدين ,
وان نقمت علي الحياة فانت تصفحين وترحمين .
انت يا مسكنة وجعي والمي ,
ومبيدة بؤسي وهمي .
انت وما اصفاك يا امي.
قد غبت عنك يا امي فغاب عن عيني
وجهك الباسم بملامحه الرقيقة الرزينة ,
ومعانيه الدقيقة الحنونة ,
وتراكمت على راسي هموم الحياة
بضجيجها الهائل فضعضت فكري وزلزلت قلبي ,
وتقاذفتني امواج المتاعب والشقاء
فغرت في لجج طامية وظلمات داجية .
وبعينين غشى عليهما الرعب نظرت
 من اعماق قنوطي
فرايت وجهك اللطيف الثابت يبتسم الي
من الاقاصي البعيدة فبكيت و بكيت و صرخت يا امي .
في المساء عندما انطرح على فراشي الخشن القاسي
اذكر يديك اللطيفتين الناعمتين وفي الليل
حينما تمتزج افكاري بابخرة الاحلام
اشعر بقدميك الصغيرتين تنقران الارض حول سريري .
وفي الصباح افتح عيني لاراك فلا ارى غير جدران غرفتي السوداء ,
ولا سمعك فلا اسمع غير اصوات الغرباء ,
وفي النهار امشي متلفتا بين النساء

مفتشا متسائلا ايتها النساء هل رايتن امي ؟
اذا مت يا امي , اذا قتلني وجدي
ودفنت آمالي في هذه الارض القاسية الغريبة ,
فاجلسي عند الغروب قرب غابة السنديان ,
واصغي , هناك روحي امتزجت بنسيمات الغابة
واشجارها يرتلن بهدوء متمايلات مرددات :
يا امي....... يا امي......يا امي .
علي أن أعيش مستقيما صادقا مسالما,
وللناس أن يعيشوا كما يطيب لهم .........



امين مشرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق