قصيدة مدرسة الحياة الشاعر عبد الله البردوني
ماذا يريد المرء ما يشفيه
يحسو روا الدنيا ولا يرويه
ويسير في نور الحياة وقلبه
ينساب بين ضلالة والتيه
والمرء لا تشقيه إلاّ نفسه
حاشى الحياة بأنّها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه
بعضا ويشكو كلّ ما يضنيه
ويظنّ أن عدوّه في غيره
وعدوّه يمسي ويضحي فيه
غرّ ويدمي قلبه من قلبه
ويقول : إن غرامه يدميه
غرّ و كم يسعى ليروي قلبه
بهنا الحياة و سعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا
حتّى يعود هناؤه يرزيه
ولكم يسيء المرء ما قد سرّه
قبلا ويضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها
وأجلّها وأجلّ ما تلقيه
ومن الحياة مدارس وملاعب
أيّ الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم
لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعدّ من الورى
إلاّ بشكل الجسم والتشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبيّة
وشعوره الطفل الذي يصبيه
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى
ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها
أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تملي الدروس وجلّ ما تمليه
سلها وإن صمتت فصمت جلالها
أجلى من التصريح والتنويه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق