مدونة العين السرمدية

صورتي
أنا العين السرمدية التي منذ أكثر من 25 سنة وهي ما زالت وستبقى. كتبت ما أحست بداخلها من مشاعر على اوراق الدفاتر والأجندات في زمن لم يكن يوجد هذا الانترنت وأحست الآن انه لا بد ان يتم وضعها على هذه المدونة لتشارك بها الأخرين
المدونة شخصية ثقافية أدبية كلاسيكية رومانسية موسيقية شعرية

26 يناير 2011

يتيم في يوم عيد





   ها قد بزغت خيوط شمس النهار بعد أن فتنتها خيوط الليل السوداء, ومن بين هذه الخيوط ظهرت اللؤلؤة الناصعة البياض وهو فجر العيد السعيد.

    ذهبت ذلك اليوم لزيارة أحد الأصدقاء لأعيّد عليه, وبينما أنا سائر في طريقي حصل أن شاهدت طفلاً يقرب من العمر السابعة, ممزقة ثيابه , زريّ هيئته , حافي القدمين , مغرورق العينين, شاحب الوجه, نحيل الجسم, لهفي على هذا المسكين الضعيف.
فأتجهت بمسيري ناحيته فإذا به يبتعد عني خطوتين أو أكثر الى الخلف, فناديته قائلاً: أيها الطفل اقترب مني ولا تخف فما أنا إلا إنسان يريد ارشادك الى طريق الهداية, ولكنه قال لي كليمة جرح بها فؤادي من قلب مملوء بالحسرة والحزن والألم, فاقتربت منه ثانية وأمسكته بيدي ويا للأسف فقد شعرت حينما ضغطت على يده بأنها هاوية وكأن عظامه ظاهرة من قلة التغذية.
فقلت له: ما بالك يا أخي تمشي حائراً حزيتاً ؟!, فأرتسمت ابتسامة على جبينه ابتسامة الفرح والسرور عندما نظر إليّ بعين كلها أمل, فقال: أحق أنني أخيك ؟!, لا , لا لست مصدقاً, فما أنا إلا يتيم الأب والأم وليس لي أخوة وليس أحد وطريد مشرد لا مأوى لي سوى أنني أفترش الأرض في كل مساء وفي كل صباح, تكون حالتي هكذا كما ترى.

فقلت له: أبشر يا أخي , فأنت ستعيش معنا لأخر فترة من حياتك,
فقال لي: ولكن ألا تشاهد الأطفال الذين في مثل سني, كيف ينشدون أناشيدهم الجميلة فرحين مسرورين بالعيد, ويأكلون الحلوى والفاكهة الشهية ؟, فعندما أقبلت عليهم كي أشارك فرحتهم ضربوني وشتموني وأجشهت  في البكاء.
فبانت عيناه الخضراوتان الجميلتان, فقلت له دع كل هذه الهموم تزول من أفكارك, فأنت كما قلت لك أخي.

ووصلنا البيت وأشرت إلى أمي وحدثتها عن الطفل اليتيم المسكين , فألبسته ثم أطعمته وأعطيته ما يكفيه من اللعب الجميلة والنقود, وخرج مع إخواني الصغار يلعب معهم ويفرح فرحة العيد, وفي المساء جاء وجلس بجانبي وقال: شكرا لك يا أخي فلقد أصبحت مثل هؤلاء الأطفال ونام ليلةً سعيدةً قرير العينين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق