مدونة العين السرمدية

صورتي
أنا العين السرمدية التي منذ أكثر من 25 سنة وهي ما زالت وستبقى. كتبت ما أحست بداخلها من مشاعر على اوراق الدفاتر والأجندات في زمن لم يكن يوجد هذا الانترنت وأحست الآن انه لا بد ان يتم وضعها على هذه المدونة لتشارك بها الأخرين
المدونة شخصية ثقافية أدبية كلاسيكية رومانسية موسيقية شعرية

26 يناير 2011

رمل وزبد - 8 -




صُلبَ إنسانٌ لأنَّه عاش يحبُّ النَّاس ويحبُّونه. غريبٌ أنَّني رأيته مؤخَّراً ثلاث مرَّات: في الأولى كان يرجو شرطياً ألاَّ يأخذ ابنة هوى إلى السِّجن، في الثانية كان يشرب الخمر مع صعلوك، وفي الثالثة كان يلكم مروِّجاً دعائياً في الكنيسة.

لو كان ما قيل في الخير والشَّر حقيقة لكانت حياتي جريمة مستمرَّة.

ليست الرَّحمة سوى نصف العدالة.

ما ظلمني إلا مَن كنتُ لأخيه ظالماً.

إن رأيت مُساقاً إلى السِّجن قلْ في قلبك: "علَّه تركَ سجناً أضيق" وإن رأيتَ ثمِلاً قلْ في قلبك: "علَّه هربَ ممَّا هو أقبح".

كثيراً ما أوصلني إلى البغضاء دفاعي عن نفسي، لو كنت أقوى لما لجأت إلى هذه الوسيلة.

ما أغبى مَن يرقِّع الضَّغينة في عينيه بابتسامة مِن شفتيه.

لا يحسدُكَ أو يكرهكَ إلاَّ مَنْ هم دونَكَ. إن لم يحسدْكَ أو يكرهْك أحدٌ فليس دونَكَ أحد.
لا يمدحُك أو يذمُّك إلا مَن هم فوقَكَ. فإن لم يمدحْكَ أو يذمَّكَ أحدٌ فليس فوقَكَ أحد.

قولك لي "إنَّك لا تفهمني" مديح لي لا أستحقُّه، وإهانةٌ لنفسك لا تستحقٌّها.

ما أوضعني إذ أعطيك فضَّة بينما آخذ ذهباً، وأدَّعي أنني سخيّ.

إن أنتَ بلغتَ من الحياة قلبَها فسترى أنَّك لستَ أرفعَ مِن مجرم ولا أدنى مِن نبيّ .

غريبٌ أن تشفقَ على بليد الحركة لا على بليد التفكير، وعلى أعمى البصر لا على أعمى البصيرة.

إنَّه لمن الفطْنة ألاَّ يحطِّم الأعرج عكَّازته على رأس عدوِّه.

أعمى مَن يعطيكَ مِن جيبه ليأخذ مِن قلبِك.

الحياةُ موكبٌ سائر يراه البليدُ سريعاً فيغادره ويراه الرَّشيقُ بطيئاً فيغادره أيضاً. 

يحيل بعضنا ذنْباً اقترفناه إلى الماضي اتِّباعاً لأسلافنا ويحيله آخرون إلى المستقبل تحكُّماً بأولادنا.

الصَّالحُ مَن اعتبرَ نفسه أحدَ الذين اعتُبِروا طالحين.

كلُّنا سجناء، ولكن زنزانات بعضنا ذات نوافذ وزنزانات الآخرين بدونها.

عَجَباً نبرِّر أخطاءنا أكثر حزماً مِن إثباتِ صوابنا.

لو اعترفنا بذنوبنا لبعضنا البعض لَضحِكْنا من سذاجتنا، ولو تفاخرنا بفضائلنا لبعضنا البعض لَضحِكْنا أكثر للسبب نفسه.

يظلُّ الفرد فوق القانون إلى أنْ يرتكب جرماً بحق مواثيقه. بعدها لن يكون أعلى ولا أدنى مِن أحد.

هناك تعليقان (2):

bulafy يقول...

ماشاء الله تبارك
عبارات تصف كثيرا من الحال الذي نعيشه
رااااااااائع ان نقرأ ما اخترته
والاروع ان يستفيد كل من يقرأ
كلمات اختصرت كثيرا من سنين العمر كي تعيها القلوب
ثانكس :)

The Living Eye يقول...

أشكرك اخي العزيز
وهذا الكتاب كتبه جبران باللغة الانجليزية وما تراه هو الترجمة.
وفعلا الذي يقرأه سيجد أن الحال لم يتبدل وعبارة التاريخ يعيد نفسه صحيحة.
والأروع اذا فعلا القاريء يستفيد لن تجد الحقد والظلم وباقي النفوس الشريرة داخل صدورنا, وستجد بدلا منها الحب والسلام والخير.

إرسال تعليق